أغرقت أم لا ندري ؟
في سنة من السنين القريبة تمنى أحد رؤساء بني صهيون أن ينام فيصبح فيجد غزة قد ابتلعها البحر !!
ومما نلمسه هذه الأيام ونراه أنها بالفعل غرقت وتلاشت ولكنها غرقت وتلاشت من تفكيرنا وعقولنا !!
ففي كل يوم تقصف وتضرب، وفي كل صباح يضربون عليهم حصارا فوق حصار، فلم يعد لديهم من الدواء ما يشفي مريضهم،
ولا من الغذاء ما يكفي جائعهم، أما الملبس والكساء فمن الكماليات فلا حاجة لهم بها !!
ألهذا المستوى وصل انحدارنا وخنوعنا وخضوعنا وخوفنا من كفرة أنجاس يسلبون منا حياتنا وآمالنا فبتنا غير قادرين على ابداء آرائنا عوضا عن تنفيذها ؟
لماذا هذا كله!؟ ولماذا نستجيب لهم ولأعوانهم !؟ ولمصلحة من يقتل المسلم ويحرم ويذل !؟
غزة تعاني ... والجرح قائم والجسد لم يعد فيه دماء ينزفها ..فالله الله في المسلمين، أم لأنهم مصلين مزكين لربهم قانتين فلا نلتفت لهم !؟
في وقت تستقبل فيه الدول العربية مجرم الحرب ورمز الشر في العصر الحديث المعتوه بوش بالأهازيج والرقصات , تنقطع الإمدادات الإنسانية
ويزداد الحصار و يكتمل بانقطاع التيار عن غزة قلب الأمة ونبضها ليخرج التيار المنقطع لسانه قائلاً بلسان حاله : إنه ليس انقطاعي
وإنما انقطاع الغيرة والنخوة والرجولة من معظمكم , إن انقطاعي بمثابة انقطاع الدم المسلم والغيرة العربية من عروقكم.
تذكرة لمن له قلب فالأيام جارية ومصيرها إلى زوال، والتاريخ يشهد، فكم ممن اغتر بقوة أو مال أو جاه أو سلطان كانت خاتمته مخزية حقيرة مهينة.
أهلنا هناك في غزة قالوا كلمتهم و أعلنوها مدوية..
لن يكسرنا الحصار،
لن ننحني لغير الله، لا ركوع إلا لله، نموت واقفين و لا نلين، نجوع و لا نبيع.
لن ينالوا من عزيمتنا..
لن يكسروا شوكتنا..
سنذود عن عقديتنا، سندافع عن كرامتنا، سنسطر تاريخاً لأمتنا، سندافع عن أرضنا أرض الإسلام، سندافع عن أعراضنا، سندافع عن مقدساتنا.
لن ترهبنا الطائرات، لن تشترينا المليارات.
إن أغلقوا المعابر و الحدود، فمعنا رب الأرض و السماوات، معنا جبار السموات والأرضين، معنا الذى لا يُغلب، معنا الملك الذى لا غالب له.
فماذا تقول أنت ؟..
نقول لهم لستم وحدكم، نحن معكم بأرواحنا و قلوبنا، فعقيدتكم عقيتدنا وأرضكم أرضنا وأنتم إخواننا، نحن معكم بالدعاء، بالمال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر).أخوتي فلنضع ضمن أولوياتنا أحوال المسلمين وحاجاتهم في أقاصي البلاد وأدانيها، ولنقدم لهم يد العون بما نستطيع بالمال
أم بالكساء أو بالدعاء أو بنشر بعض مما يعانونه أو تذكير الناس بحالهم ..
هذا ونذكر شيوخنا الأفاضل في بلاد الإسلام ألا ينسوا إخوانهم من خطبهم ودعائهم، فليثقفوا الناس وليعرفوهم بحال المسلمين في بقاع هذه الدنيا،
فمن أشد ما نحتاجه العلماء المعاصرين المدركين المتابعين المواكبين للأحداث الجارية، فلا يمر عليهم حدث إلا وينبهوا له ويوعوا المسلمين به
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد ولأمة الإسلام الرفعة والعزة والرشاد
اللهم أنت ربنا ، و إلهنا ، و خالقنا ، قصدناك ، و رجوناك ، فلا تخيب رجاءنا ، ودعوناك ، فاستجب دعاءنا .
اللهم انصرنا نصراً عزيزاً من عندك ، على من يحاربونك ، و يحاربون سنة نبييك ، ودينك ، و يقتلون عبادك ، اللهم كِلَّ سلاحهم واضرب وجوههم ، و مزقهم ، وفتتهم ، وحتهم حتاً ، واجعل أمرهم شتاً شتاً ، واجعل بيننا وبينهم سداً سداً ، و صب عليهم العذاب صباً صباً ، و أطفأ نارهم و شلّ إرادتهم .
اللهم جردهم من حولهم ، وقوتهم ، و سلطهم على أنفسهم ، واجعل بأسهم بينهم .
اللهم من كادنا فكده ، و من عادانا فعاده ، ومن حاربنا فاهزمه ، ومن قاتلنا فاقتله ، و من شردنا فشرده ، و من مزقنا فمزقه ، ومن مكر بنا فامكر به ،
ومن خدعنا فاخدعه ، و من أشغلنا فأشغله ، و من بغى علينا فأهلكه ، و من آذانا فدمره ، و من حقد علينا فزلزله ، و من خطط للنيل منا فأفشله
ومن أذلنا فاجعل الذلة ، والمسكنة عليه يا الله.
اللهم عظم الخطب ، و اشتد الكرب ، و تفاقم الأمر ، ولا إله إلا أنت إليك المشتكى ، و أنت المستعان ، و لاحول ولا قوة إلا بك ،
يامن لا فَرَج إلا من عنده ولا نجاة إلا بيده ، و لا نصرة إلا من عنده .
اللهم صغر كل متكبر ، واكسر كل متجبر ، واقهر كل ظالم ، و أذل كل متعزز علينا يا رب العالمين .
اللهم رد كيد كل كائد ، و احم كل عائذ بك ، و أجر كل لائذ بك ، و انصر كل مستنصر بك ، و أعن كل مجاهد ، وآوِ كل شارد ، و أطعم كل جائع .
اللهم إن المجاهدين في غزة وغيرها ،حفاة فاحملهم ، و عراة فاكسهم و جياع فأطعمهم .
اللهم إن بالأمة من العسر ، والضنك ، والشدة ، والكرب ، ما لا يعلمه إلا أنت و ما لا يقدر على كشفه غيرك .
اللهم رب السموات و الأرض ، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، نستغفرك ، ونتوب إليك ، ونبرأ من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك،
ونضرع ونلجأ إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك .
اللهم إنا ضعفاء فقوِّ في رضاك ضعفنا ، وخذ إلى الخير بنواصينا ، و اجعل الإسلام منتهى رضانا ، اللهم إنا ضعفاء فقونا ، و إنا أذلاء فأعزنا،
و إنا فقراء فأغننا يا أرحم الراحمين.
آمين ، آمين ، آمين
منقول من عدة مقالات