eng_fd من مديرى المنتدى
عدد الرسائل : 1249 العمر : 59 تاريخ التسجيل : 25/12/2007
| موضوع: "مغامرة أوباما الأخيرة".. انتصار ساحق لطالبان السبت 5 ديسمبر - 10:39 | |
| "مغامرة أوباما الأخيرة".. انتصار ساحق لطالبان محيط - جهان مصطفى بعد شهور من الجدل المحتدم بين البيت الأبيض والقادة العسكريين ، استجاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضغوط الجمهوريين ووافق على إرسال قوات إضافية لأفغانستان. وخلال خطاب متلفز ألقاه أمام طلبة الكلية العسكرية الأمريكية في وست بوينت يوم الأربعاء الموافق 2 ديسمبر / كانون الأول ، أعلن أوباما عن تفاصيل الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان التي تتضمن إرسال 30 ألف جندي إضافي لمحاربة طالبان وتدريب القوات الأفغانية.ويبدو أن أوباما متأكد تماما من أن هذه الاستراتيجية هى آخر ما في جعبة واشنطن لتفادي هزيمة قاسية هناك ولذا أعلن للمرة الأولى عن بدء الانسحاب من أفغانستان خلال 18 شهر وتحديدا في يوليو 2011 ، مشيرا إلى ضرورة تدريب القوات الأفغانية ورفع عددها لتكون قادرة على أن تحل مكان القوات الدولية.ورغم أن التضارب السابق بين تحديد موعد الانسحاب من جهة وإرسال قوات إضافية من جهة أخرى قد يثير دهشة البعض ، إلا أنه في حقيقة الأمر يؤكد أن طالبان حققت انتصارا ساحقا على قوات الناتو فيما يبحث المهزومون عن أي إنجاز في الوقت الضائع يغطي على الفضيحة السابقة لواشنطن وحلفائها ويبدو أنه لن يخرج عن محاولة استهداف بعض قيادات طالبان والقاعدة ، بالإضافة لتدريب القوات الأفغانية لتكون قادرة على منع طالبان من العودة للحكم مجددا . وبجانب ما سبق ، هناك أمور أخرى تفسر هذا التضارب من أبرزها أن أوباما لم يكن مقتنعا بزيادة حجم القوات الأمريكية وكان يبحث عن حلول أخرى من أبرزها الحوار مع طالبان تمهيدا للانسحاب ، إلا أنه اضطر في النهاية لقبول إرسال قوات إضافية لامتصاص غضب الجمهوريين الذين حملوه مسئولية الفشل هناك بسبب تردده في إرسال تلك القوات .أيضا فإن أوباما يعتقد أنه بإرسال تلك القوات سيرفع معنويات قوات الناتو والتي تراجعت بشكل حاد في العامين الأخيرين لدرجة دفعت البعض منهم لرشوة حركة طالبان لتوفير الحماية لهم . ورغم أن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون استبق إعلان أوباما بالكشف في 30 نوفمبر / تشرين الثاني عن إرسال 500 جندي إضافي إلى أفغانستان ليرتفع عدد الجنود البريطانيين هناك إلى 9500 ، إلا أن بقية الحلفاء كان لهم رأي آخر ، حيث طالبت ألمانيا بوضع خطة سريعة للانسحاب ، كما رفضت فرنسا إرسال قوات إضافية بل وكشف قائد جبهة كابول في حركة طالبان سيف الله جلالي في 29 نوفمبر أن القوات الفرنسية العاملة في أفغانستان عرضت على الحركة أموالا طائلة مقابل الحصول على تعهد منها بعدم شن هجمات ضدها ، مشددا على أن الحركة رفضت العرض وأصرت على انسحاب كافة القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية.
|
| | | مقاتلون من طالبان | | | وقبل ذلك ، وتحديدا في منتصف أكتوبر الماضي ، كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن القوات الإيطالية فى أفغانستان حاولت تقديم رشوة لحركة طالبان لحماية قواتها التى حلت مكان القوات الفرنسية في منطقة ساروبي شرق العاصمة كابول في منتصف عام 2008 ، إلا أن الحركة رفضت هذا الأمر بشدة واستهدفت الايطاليين كالفرنسيين .ما سبق يؤكد أن كل الطرق باتت مسدودة أمام بقاء القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان ليس لشهور وإنما ليوم واحد ، بل ويرجح البعض أن يخرج أوباما بخطاب جديد يعلن فيه تقديم موعد الانسحاب لأن كل يوم يمر في أفغانستان يعني مزيدا من الخسائر في صفوف قواته وحلفائه . وتبقى حقيقة هامة وهى أنه عندما تسلم أوباما السلطة كان يوجد 35 ألف جندي أمريكي في أفغانستان وارتفع عددهم إلى 68 ألفا بعد قيامه بإرسال قوات إضافية في فبراير / شباط الماضي ، وبعد القرار الأخير بنشر 30 ألف جندي إضافي فإن تلك القوات سيتضاعف عددها ثلاث مرات في ظل رئاسته ، ومع ذلك فإن الوقائع على الأرض في أفغانستان تؤكد أن هجمات طالبان في تصاعد مستمر ، وهو ما يؤكد أن استراتيجية أوباما الجديدة ما هى إلا مغامرة أخيرة لحفظ ماء الوجه سواء كان داخليا أمام الجمهوريين أو خارجيا أمام أحرار العالم الذين ينتظرون بشغف لحظة اعتراف واشنطن بالهزيمة أمام طالبان والمقاومة العراقية.
| |
|