أبي..أمي.. زوجي..!
خالد عبداللطيف
هو: من أرضي؟! وكيف أوفق بينهما؟!
إذا أرضيت أمي أغضبت زوجتي..وإذا أرضيت زوجتي غضبت أمي؟!
هي: علّمني ديني عظم حق زوجي علي.. وكذلك أعلم عظم حق الوالدين.. وقد وقعت جفوة بين أبي وزوجي، ويوشك أن يمنعني زوجي من زيارة بيت أبي، فماذا أفعل؟!
مشكلة متكررة تلقي بظلال قاتمة على صرح الأسرة.. مبدؤها خلاف يسير (كان من الممكن تداركه بحكمة قبل أن يستفحل).. ونهايتها ضيق واضطراب وتساؤلات حائرة كالتي سبقت..!
قد تحتاج بعض المشكلات من هذا النوع إلى فتوى شرعية، وأخرى قد تحتاج إلى مشورة متخصصة في التعامل الحكيم مع القضية.. لكن المؤكد أن كل هذه المشكلات يمكن حله ـ بعون الله تعالى ـ بالحكمة وحسن التصرف وشيء من المداراة والتلطف وتأليف القلوب وتذكيرها بالله تعالى..!
لا يلزم أن تواجه زوجتك بجفاء بأن والديك أهم من الدنيا بمن فيها، "ومن يقف في طريق بري بهما لا أبالي به،وليضرب رأسه بالحائط"!
نعم، حسبك أن ينعقد قلبك على تعظيم حق الوالدين دون مبالغة متشنجة في إظهار ذلك لزوجتك المسكينة تشعرها بها أنها من سقط المتاع في بيتك!
أو على الأقل ـ إذا دعت الحاجة للتذكير بأهمية برك بهما ـ أشعر زوجتك بأنك تراها خير معين لها على بر والديك، كما ترى نفسك خير عون لها على بر والديها، وأنكما معا تلتمسان البركة لحياتكما وبر أولادكما بكما بهذا العمل الصالح الجليل!
وعلى الزوجة العاقلة الأريبة ألا تجازف بوضع مقارنات بينها وبين والدي زوجها! فتقع وتوقع زوجها في دوائر من التعنت والجدال هما في غنى عنها.. بل تشد أزره في البر، وهي في ذلك مسرورة تحتسب الأجر، وتحث صغارها على الحب والإجلال لوالديه ووالديها على حد سواء.
وإن بدت من زوجك لك بادرة جفاء وغلظة عند ذكر حق والديه فاغتفري له ذلك والتمسي له العذر، واحمدي الله تعالى أن منّ عليك بزوج بار بوالديه غير عاق، فإن العقوق ينزع البركة من البيوت!
للوالدين حقهما.. وللزوج حقه.. وللزوجة حقها.. والموفق من سدد وقارب، والوقاية خير من العلاج، فلنؤسس بيوتنا على التماس مرضاة الله تعالى في إيتاء كل ذي حق حقه، دون تضارب أو تعارض ولا تعنت!