عدد الرسائل : 497 العمر : 59 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
موضوع: ذنب أفضل من حسنة !! الإثنين 5 مايو - 18:44
ذنب أفضل من حسنة
إذا أراد الله بعبده خيرًا، فتح له من أبواب التوبة، والندم، والانكسار، والذل والافتقار، والاستعانة به، وصدق اللجوء إليه، ودوام التضرع والدعاء والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات ما تكون تلك السيئة به رحمته، حتى يقول عدو الله: ياليتني تركته ولم أوقعه *******
وهذا معنى قول بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة، ويعمل الحسنة يدخل بها النار، قالوا: كيف؟
قال: يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفًا منه مشفقا وجلاً، باكيًا، نادمًا، مستحيًا من ربه تعالى، ناكس الرأس بين يديه، منكسر القلب له، فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وفلاحه، حتى يكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة ******* ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه، ويتكبر بها، ويرى نفسه، ويعجب بها، ويستطيل بها، ويقول: فعلت وفعلت، فيورثه من العجب والكبر، والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيرًا ابتلاه بأمر يكسره به، ويذل به عنقه، ويصغر به نفسه عنده، وان أراد به غير ذلك خلاه وعجبه وكبره، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه
*******
من طـارق فـاروق مشهـد وعبـرة
رجع الإمام أبو حنيفة يوماً من صلاة العصر.. وفي الطريق لقي رجلا ومعه ثوب جديد والرجل لا يعرفه فرأي أبو حنيفة الثوب وهو من بضاعته أو اشتراه الرجل من متجرهِ
قال للرجل: بكم اشتريت هذا الثوب؟.. وأبو حنيفة يعرف الثوب وسعر الثوب فقال الرجل: بأرُبعمائة قال: هذا لا يساوي الا مئتين قال الرجل: عندنا في بلادنا بستمائة قال له أبو حنيفة: لا.. هذا لا يساوي الا مئتين قال الرجل: ما لكَ انت؟
فشَدَ أبو حنيفة الثوب من الرجل ورجع إلى متجـره والرجل يمشي خلفه فدخل وأمسك اُذنَ ابن أخيه وقال لهُ: بـكم بعتَ هذا؟ قال ابن أخيه: بأربعمائة قال أبو حنيفة: ألا يساوي إلا مئتين؟ قال ابن أخيه: بلى ياعماه ولكنه قد رضِي قال أبو حنيفة: فإن كان قد رضي فإن الله لم يرضى *******