إدارة الوقت
يقول الله تعالى :
وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ
لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)
وقد جاء في صحيح
البخاري عن بن عباس رضي الله عنهما قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة
والفراغ).
والغبن هو البيع
بالخسارة أي أنك تيبع شيء غال بثمن بخس ، وعلى هذا فمن أنفق حياته - وقته وصحته – فيما لا يفيد فهو المغبون
وهو الخاسر حقا، وأعظم فائدة وأعظم ثمن يمكن للإنسان أن ينفق فيه حياته هو الجنة.
لذلك روي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من خاف أدلج ومن أدلج فقد بلغ المنزل ألا أن سلعة الله غالية ألا أن سلعة
الله غالية.
والإدلاج هو المسير
من أول الليل، وهكذا حال المسافر الذي يحرص على الوصول إلى غايته مبكرا فإنه يبدأ
مسيرته منذ أول الليل ولا ينتظر لآخره آخذا بالأحوط والأوثق وحاملا نفسه على الجد والهمة العالية.
هذا بالنسبة لنجاح الإنسان
عموما في حياته ورحلته إلى الآخرة.
أما بالنسبة للنجاحات
الجزئية الأخرى في ميادين الحياة المختلفة، فإن الأمر لا يعدو أيضا أن يكون حسن استثمار
للوقت وإدارته بشكل جيد ومربح، وإعلاء الهمة في الوصول إلى الغاية، وبلوغ المنزل.
ولذلك إقترح على
الأخوة الزملاء أن تكون أولى الموضوعات المطروحة للنقاش والحوار هو إدارة الوقت
وكيف نستفيد من هذه النعمة التي وهبنا الله إياها ولن تزولا قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عنها.
صالح الحضري